-A +A
جعفر عباس
كتبت بالأمس مقالا نكديا، نبهتكم فيه الى ان الأسوأ قادم، بمعنى ان أحوالنا المعيشية ستسير من سيىء الى أزفت.. وقلت ما معناه: على قدر أهل العزم تأتي العزائم.. والعزائم هنا لا تعني الولائم.. فمن كان ذا عزيمة ونفس عزيزة سيستطيع تدبر أموره بترشيد الإنفاق أو البحث عن موارد رزق إضافية.. وقراءتي السوداوية نتاج متابعة لصيقة لما تقوله وسائل الإعلام الغربية (وأنا لا أخفي عمالتي للإعلام الغربي لأنني نشأت في إعلام السح الدح أمبو والعتبة قزاز والسلم نايلو في نايلو.. وكل شيء تمام التمام، وليس في الإمكان أبدع مما كان، ويا بختنا مين زينا!!)
لأخفف عليكم وقع المصاب والأيام المتنيلة بستين نيلة التي تنتظركم، سأحكي لكم عن مجريات الأمور في بلد شبعان مثل الولايات المتحدة، أنفقت بسخاء حتى الآن 845 مليار دولار لنشر الأمن والطمأنينة والديمقراطية والعيش الكريم في أفغانستان والعراق.. خلال الأشهر الستة الماضية ارتفعت نسبة الطلاق في ضاحية مانهاتن بمدينة نيويورك بنسبة 40%، ومانهاتن هذه هي مكان سكن الهوامير الكبار من النوع الذي يملك طائرة خاصة وأسطولا من اليخوت وسندات وأرصدة بالبلايين.. ولكن بالنسبة لكثيرين منهم لم يعد هناك ما يكفي حتى لشراء الوقود لرحلة واحدة بالطائرة من واشنطن الى نيويورك.. فالمضارب في سوق الأوراق المالية والمتلاعبون بالقروض البنكية كلاعب القمار، يظل يحلم بضربة العمر.. ويضرب الضربة تلو الأخرى ويزداد رصيده ترهلا ولكنه يزداد طمعا ويقول: جولة واحدة أخيرة وارتاح.. ويكسب جولات وصولات ولكنه لا يرتاح.. وذات صباح يا فتاح.. يصير بح.. وكما يقولون: إيزي كم إيزي قو.. easy come, easy go، المال الذي يأتي بسهولة يضيع بسهولة: البنوك مزنوقة لأن سوق العقارات انهار وعجز الناس عن سداد القروض التي لهفوها لبناء وشراء بيوت، ولأن الكثير من الشركات التي تتعامل معها دخلت الانعاش.. وتهجم البنوك على شركاتك، فتضطر الى بيعها بأي سعر ويذيع أمر زنقتك وتنهار قيمة أسهم بقية شركاتك.. وتفليسة.. وتطير اليخوت مع الطائرة والبنتهاوس (لا تغرك فخامة الكلمة فهي عبارة عن شقة بس على وساع شويه).. ثم تطير الزوجة!! كيف؟

بعض الأغنياء يحبون التكويش (مثل صاحبنا الذي أنفق مئات الملايين على مطربة «أي كلام» ويقال إنه استأجر من يقتلها لأنها رفضت التفرغ له).. في امريكا بالذات يعاني الناس من عقدة النجوم، ويسعى المليونيرات الى اقتناء نساء ذوات شنة ورنة في دنيا الأضواء والفضائح.. من النوع الذي يظهر على أغلفة المجلات، يعني الواحد منهم يريد زوجة «تحفة/أنتيكة» تكون مكملة لديكور بيته وحياته ليتباهى بها أمام الآخرين في الحفلات... وتقبل امرأة ما ان تكون «تحفة» طالما الحكاية فيها عقود الماس وتمليك عمارات وفلوس تلعب بها على كيفها.. ولكن ما ان تجف حنفية الفلوس، حتى تعتبر الزوجة التحفة أنه من حقها ان تبحث عن فترينة جديدة متروسة بالمجوهرات والمال السائل.